الواقع انه لا يمكن غض النظر عن السفر الى منطقة غابات حراء البحرية في جزيرة قشم عند وقوع الجزر وعندما تظهر الاشجار بإرتفاع 4 الى 6 أمتار من بين مياه الخليج الفارسي الزرقاء والمد البحري عندما تغيب هذه الاشجار مرة اخرى تحت المياه ويضفي عليها ذلك منظراً خلاباً لا يمكن التغاضي عنه بسهولة.
ان غابات حراء البحرية في جزيرة قشم هي من بين 53 منطقة للحراء في العالم والتي تستقطب الكثير من محبي الطبيعة اليها والقليل من الذين يسافرون الى هذه الجزيرة الجميلة ويتغافلون عن هذه الطبيعة الخلابة.
ان تواجد الطيور المهاجرة في ماطق حراء في جزيرة قشم ومع برودة الجو في المناطق الشمالية في ايران ومناطق تواجدها في سيبريا الابردة التي تعيش فيها هذه الطيور يجبر هذه الطيور بالمهاجرة الى جزيرة قشم وهذا يضفي جمالاً آخر على غابات الجزيرة.
ان وادي النجوم الواقع في غرب قرية بركه خلف على بعد خمسة كيلومترات من الساحل الجنوبي لقشم والذي يحتوي على تماثيل طبيعية، هو الآخر من المظاهر السياحية الهامة في جزيرة قشم.
هناك روايات مختلفة وكثيرة تروى من قبل سكان الجزيرة حول وادي النجوم او النجوم الهاوية والكثير يعتقد بأن نجماً قد هوى في هذه المنطقة وتسبب في شكلها الحالي.
ان الكثير من السكان يعتقدون ان زيارة المنطقة عند الغروب مقلق وان هناك موجودات فضائية تجتمع في الوادي وبلف صوتها فيها، الا انه وبما ان هذه الاقوال لا تستند الى الآراء العلمية فإن التواجد في ساعات الغروب والليل في وادي النجوم وخاصة في الليالي التي يكون فيها القمر كاملاً، تكون جميلة ومحببة.
ان مغارة الملح في قشم هي احدى روائع العالم التي تعتبر جزاءاً من منتزه الجغرافيا في جزيرة قشم وهي منتزه الجغرافيا الوحيد في ايران والشرق الاوسط وقد تم تسجيلها قبل منظمة اليونسكو والمنتزهات الجغرافية العالمية.
يبلغ طول هذا الغار الذي يعتبر اطول غار ملحي في العالم، اكثر من 6 كيلومترات وارتفاعه 237 متراً ويحتوي على قناديل وبلورات ملحية وتجري فيه وتخرج منه المياه المالحة وتقع على بعد 90 كيلومتراً من مدينة قشم وهي تضفي جمالاً خلاباً على المنطقة وتجعلها من روائع العالم . هذا الغار يحتوي على عدة صالات كبيرة وصغيرة واولها على بعد 670 متراً من مدخل الغار.
المياه الجوفية تنبع من داخل غار الملح ومع خروجها من الغار تشبه نبعاً للملح في سفح الجبل وتتجمع في حفرة هناك وتظهر وكأنها ثلوج شتوية . هذا الغار وبسبب احتوائه على افضل انواع الاملاح يعتبر مكاناً مناسباً للمصابين بمرض الربو.
ان آبار تلا في قرية لافت التاريخية هي الآخرى احدى المظاهر السياحية الجميلة في جزيرة قشم الخلابة . هذه الآبار التي يصل عددها الى مجوع ايام العام 366 يوماً كانت في القدم المصدر الرئيسي
للمياه في القرية حيث كان السكان يؤخذون المياه التي يحتاجون اليها للزراعة والشرب في كل يوم من نبع خاص حتى تنتهي ايام السنة الـ 366 يوماً.
ان كل من هذه الآبار لها اسم خاص في اللهجة المحلية وان كلمة تلا تعني بالمحلية نبع الماء . وقد قامت منظمة التراث الثقافي في منطقة قشم الحرة بتنظيف 70 بئراً من هذه الآبار وهي تعتبر حالياً منطقة جميلة لزيارة السواح.
ان مغارات خور بس الواقعة على بعد 10 كيلومترات من جنوب غربي قشم وعلى الطريق الساحلي، هي الاخرى بإحتوائها على مظاهر العمارة الصخرية تظهر وكأنها عمارة صخرية من طابقين فالطابق الاول منها هو الجزء الطبيعي للغار ويحتوي على ممر و3 حفر والقسم الاخر يقع في الطابق الثاني ويحتوي على غرفة اصلية وعدة غرف مجارة وهذا يضفي جمالاً آخر على طبيعة الجزيرة التي تستجلب السواح.
ان متحف منتزه الجغرافيا في مدينة قشم يستجلب الكثير وخاصة في عطلة عيد النوروز بحيث يغص المتحف بالمتفرجين خلال فترة 15 مارس الى الخامس من مايو.
يحتوي المتحف على 90 نوعاً من الاسماك و49 نوعاً من الزواحف و23 نوعاً من الثدييات و83 نوعاً من الطيور والتي تم تحنيطها وعرضها في هذا المتحف الى جانب القزم آكل الحشرات الذي يعتبر اصغر ثديي في العالم وكذلك الحوت ذات السنام التي تعتبر اكبر ثدييات العالم.
ان مضيق جاكوه، بام قشم، المساجد القديمة والجميلة، برك المياه التي كانت تجمع المياه في داخلها في قديم الايام، ورشات صنع السفن، ابراج التهوية التاريخية في لافت، السواحل الجميلة في ارجاء الجزيرة، الدولفينات اللعوبة في جزبرة هنكام، الرمال الملونة في هنكام والاطعمة التقليدية لسكان الجزيرة واكفاريوم مدينة قشم وحديقة التماسيح في مدينة سوزا وعشرات المظاهر الاخرى الى جانب الصناعات اليدوية الخاصة بسكان قشم وكذلك فن الحناء في مختلف مناطق الجزيرة، تستجلب الكثير من المواطنين والسواح كل عام الى هذه الجزيرة الجنوبية.
تبلغ مساحة جزيرة قشم في جنوب ايران الف و500 كيلومتر مربع وهي اكبر الجزر في الخليج الفارسي ولوحدها تعتبر اكبر من 22 بلداً في العالم.